علي ضفاف الصمت لطالما كان مسكني
مضي من العمر الكثير والكثير
لا أتذكر كم من العمر مضي
لكني أتذكر كثيرا ً أنني أحترفت الصمت طويلا مثلما احترفت أيضا الجنو ن
فهل كان صمتي بعض من جنوني أم كان جنوني هو الصمت
لا أدري
كل ما أعرفه أني أتخذت الصمت رفيقا وصديقا لي منذ بداية ميلادي
منذ أن كنت تلك الطفلة تلهو وترسم أحلاما واحلام تحقق منها ما تحقق
وسقط منها ماسقط
وبقيت أنا كما أنا تمر السنين ويترسخ داخلي حوار الصمت
وكأنه أصبح أفضل الحوارات التي أتقنها
ما بيني وبين نفسي لطالما كان عالمي بعض تلك الأوراق انثر عليها
بعضا من أفراحي حينا وأحيانا بعضا من احزاني وكثير ا
تضمنت بعضا من حماقاتي وجنوني
قد أبدو إنطوائية منغلقة علي نفسي ولكني للأسف أيضا لست كذلك
فقد اعتدت الصمت فقط حينما يكون الحوار عني
حينما اكون المعنية بسرد الحكاية
لطالما أردت كوني وعالمي حكرا لي
ما أردت أن يدخله إلا من أسمح لهم فقط بالمرور
ربما كان هذا في بعض الوقت أنانية مني لكن هكذا خلقت وهكذا كنت
أحيانا أتمني لو أن بوسعي أن أصرخ بكل ما أوتيت من قوة
وأن يستمع لصوتي كل من سكن تلك الأرض
وأحيانا أتلاشي وكأني بعض من طيف ما كان له يوما وجود
فهل كنت يوما تلك الإنسانة المنكسرة
ربما بيني وبين نفسي اعترف أحيانا بلحظات ضعفي وإنكساري
لكن من هم سواي لا يرون سوي تلك الفتاة القوية
التي بوسعها تحمل المزيد والمزيد
كثيرون من تعجبوا حين ذرفت دمعي للمرة الأولي لم ينتابهم يوما
إحساس الشفقة أو الحزن لأجلي بل كان بعضا من الذهول
وكان السؤال هل حقا تبكين ؟
أليس من حقي البكاء أحيانا أم أراني في نظر الجميع أصبحت جزء من صخر لا يبكي
هل بتلك الصلابة يرونني ونسوا أنني مثل الجميع
كثيرون قالوا مستبدة مغرورة
لكن نسوا أن يوضحوا لي أسباب أقوالهم
ونسوا أن يسألوا عن احوال تلك المغرورة بزعمهم
نسوا أن يعرفوا أنها كانت يوما ما ضحية للكثير والكثير من الحزن
لكن لا يهم كل هذا الآن فمن غير المعقول
أن يكون علي تبرير تصرفاتي وأفعالي للجميع
ومن غير المعقول
أن أتحدث عن كل مايدور بخاطري وإن كان بسيطا ...
لطالما كنت تلك الفتاة التي لا تقبل أن يتطفل علي واقعها أحد
وسأظل هكذا
ولا يهمني ما يدار حولي من أحاديث
فقد تعودت في الحزن وفي الصمت حتي وفي لحظات الألم علي الاحتفاظ بكرامتي وكبريائي
وهذا حقي ولن اتنازل عنه
